تساهل بعض الطلبة في الصلاة : اللجنة الدائمة

س: يوجد عندنا طلبة في الجامعة لا يصلون، وتقام الصلاة وهم بالقرب من الجماعة، ولا ينضمون معهم، ونقول لبعض المسؤولين بالجامعة، فيقولون ليس بأيدينا أمر الصلاة، ولا نجبر أحدًا على ما ليس من صلاحياتنا، فهل ما يقولون صحيح، وأن هذا ليس من صلاحياتهم، وما واجبنا كطلبة ندرس مع من لا يصلون، أفتونا جزاكم الله خيرًا؟



ج: الواجب على مديري المعاهد والجامعات والمدارس، الواجب عليهم أن يعنوا بجميع شؤون الطلبة، وأعظم شؤونهم ما يتعلّق بدينهم وصلاحهم، والصلاة هي عمود الإسلام وهي أعظم الأركان ، وأهم الأركان بعد الشهادتين فلا ينبغي أن يقال: إنها ليست من صلاحياتهم، بل عليهم أن يأمروهم بالصلاة، لا ينبغي أن يقول مثل هذا عاقل، بل هذا من أهم ما يتعلق بصلاحياتهم، أهم ما يجب على المديرين، فالواجب عليهم أن يعنوا بالطلبة من جهة صلاتهم وأخلاقهم في كلامهم وفي اجتماعهم، وفي افتراقهم وفي تعاطيهم طلب العلم، أي وجودهم في صفوف الدراسة، جميع الأشياء التي تتعلق بمدرستهم ومعاهدهم وجامعاتهم، نعم إذا خرجوا من عندهم وذهبوا إلى بيوتهم، ليس من صلاحياتهم تفقدهم في بيوتهم، ويكون ذلك إلى آبائهم وإلى إخوانهم وإلى أمهاتهم وإلى الهيئة، 

لكن في نفس الجامعة وفي نفس المعهد والمدرسة، المديرون مسؤولون عن هذه الأشياء، والواجب عليهم أن يتقوا الله، وأن يلاحظوا الطلبة في صلاتهم، وفي أخلاقهم وفي جميع شؤونهم، ما داموا في داخل الجامعة والمدرسة والمعهد، وهذا من أهم الواجبات وهم يشكرون على ذلك إذا اعتنوا به ولهم مثل أجورهم، قال النبي صلى الله عليه وسلم: كلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته فالمدير هو الراعي في الجامعة والمعهد، والراعي هو المسؤول عن أخلاقهم، لا يتكلمون بما لا ينبغي ولا يستهزئون بإخوانهم، ولا يؤذون إخوانهم ولا يؤذون المدرسين، وكذلك مسؤولون عن صلاتهم وهي أهم الأمور، وهي عمود الإسلام، ويجب على المدير وعلى المراقبين في المدرسة، وفي المعهد وفي الجامعة أن يعنوا بهذا الأمر، على الجميع أن يعنوا بهذا الأمر، وأن يتقوا الله، 

أمَّا القول: إنهم غير مسؤولين عن هذه المسألة، فهذا غلط كبير، وخطأ عظيم، ولا يجوز أن يقوله عاقل، لا من مدير ولا من مراقب، بل يجب أن يهتم بهذا الأمر، ولو قُدَّر أن مراقبًا منع من ذلك، أو مديرًا منع من ذلك، من جهة مرجعه؛ لرفع الأمر لولاة الأمور، كيف يرضى بهذا، بل ينبغي في هذا التعاون والتكاتف، حتى يقام أمر الله في أرض الله، ومن أهم الأمور، بل أهمها وأعظمها بعد الشهادتين، الصلاة في الجامعة وفي المعهد وفي المدرسة وفي القرية وفي كل مكان، على المسلمين أن يهتمّوا بذلك، على القرية أن يهتموا، وعلى المدينة أن يهتموا، والقبيلة أن تهتم إذا كانوا في الصحراء، هكذا جميع المسلمين يهتمّون؛ لأنّ هذا دينهم، أمر دينهم يجب أن يهتموا به، أسأل الله أن يوفق المسؤولين في كل مدرسة، وفي كل جامعة وفي كل مكان لما فيه رضاه، ولما فيه أداء الواجب ولما فيه التعاون على البر والتقوى، وأن يعيذ الجميع من الكسل، ومن نزغات الشيطان. 

وأنتم أيها الطلبة عليكم واجب أيضًا، أن تشجّعوا إخوانكم وتنصحوهم، حتى يؤدوا الصلاة وتراجعوا المديرين مرة بعد مرة، حتى يقوموا بالواجب، أو ترفعوا لمن فوقهم حتى يقوموا بالواجب، لأن هذا تعاون على البر والتقوى، والله سبحانه يقول: وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى ويقول سبحانه: وَالْعَصْرِ (1) إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ (2) إِلا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ فالجماعة الذين لا يتواصون بالصبر ولا بالحق خاسرون ، عليهم نصيب من الخسارة، فالواجب التّواصي بالحق والتواصي بالصبر، ومن أعظم ذلك التواصي بالصلاة، بل هي أعظم بعد الشهادتين،

 نسأل الله أن يهدي الجميع وأن يوفق الجميع، لما فيه صلاح الأمة ونجاتها.






المفتي : 
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
المصدر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يسمح لك بالإستفادة دون نزع الحقوق

مبادرة حضرلي